كيف تمارس عاداتك الأكثر أهمية بسهولة 2020
أثناء قراءتي لكتاب العادات الذرية، صادفت قصة أدهشتني على الفور ببساطتها وقوتها. كانت قصة أوزوالد نوكولوس، مطور تكنولوجيا المعلومات من ناتشيز، واستراتيجيته البسيطة لجعل العادات المستقبلية سهلة، حيث أشار نوكولوس الى أسلوب أسماه “إعادة ضبط الغرفة”،
على سبيل المثال، عندما ينتهي من مشاهدة التلفاز، يضع جهاز التحكم عن بعد على حامل التلفاز، ويرتب الوسائد على الأريكة، ويطوي البطانية، عندما يترك سيارته يرمي أي قمامة بعيدًا، عندما يستحم يمسح المرحاض بينما ينتظر لماء الاستحمام بان يسخن. (كما يقول، “الوقت الأكثر مناسبة لتنظيف المرحاض هو قبل قيامك بالاستحمام، اي عندما تكون بالحمام في أي حال”)
قد تبدو تلك الطريقة وكأنها مجرد “تنظيف” ولكن ثمة فكرة أساسية تنوي بداخلها تجعل منها منهجاً مختلفًا، فالغرض الرئيسي من إعادة ضبط كل غرفة ليس التنظيف كما يعتقد البعض، بل بالحقيقة، هو أن يجهز نفسه للإجراء التالي.
يقول نوكولوس: ” يكون كل شيء في مكانه الصحيح عندما أدخل الى غرفتي كل يوم، وذلك لأنني أقوم بهذا الفعل كل يوم في كل غرفة في المنزل، فتبقى مقتنياتي كما هي دائمًا وفي نفس الحالة الجيدة، يعتقد الناس أنني شخص يعمل بكل جد ولكنني في الحقيقة شخص كسول”
هل يمكننا فعلاً تحليل الشخصيات؟!
قوة تهيئة البيئة
إن واحدة من أكثر الطرق البسيطة والعملية لتحسين ممارسة عاداتك هي تنظيم مساحة للغرض المقصود منها، فأنت بهذه الطريقة تقوم بتجهيزها لتسهيل الإجراء التالي، فعلى سبيل المثال، إن زوجتي جيدة بشكل لا يصدق في تذكر إرسال البطاقات لأنها تقلل من الاحتكاك بالآخرين قدر الإمكان عند القيام بذلك، فهي تحتفظ بصندوق من بطاقات التهنئة التي يتم ترتيبها مسبقًا حسب المناسبة مثل: عيد الميلاد، والتعاطف، والزفاف، والتخرج، ثم تحصل على بطاقة مناسبة وترسلها بمجرد أن تحتاج اليها.
أما بالنسبة الي فلم تكن ممارسة تلك العادة أمرا سهلا على الاطلاق، فحينما يرزق أحد أصدقائي بمولود، كنت أضع بالحسبان أنه يجب عليْ أن أشتري له بطاقة تهنئة من أحد المتاجر، ولكن السيئ بالأمر انني كنت أنسى، فأتذكر حينما يكون الأوان قد فات.
هناك العديد من الطرق لتهيئة بيئتك بحيث تكون جاهزة للاستخدام الفوري، فعلى سبيل المثال إذا كنت ترغب في طهي وجبة فطور صحية، ضع المقلاة على الموقد، واضبط رذاذ الطهي على المنضدة، ثم جهز كذلك أي أطباق وأواني ستحتاجها في الليلة السابقة، وببساطة عندما تستيقظ، سيكون إعداد وجبة الإفطار أمرًا سهلاً
شخصيتي، مابين قوية الشخصية والضعيفة!
واليك المزيد من الطرق التي تحدد كيف تمارس عاداتك الأكثر أهمية بسهولة 2020:
- إذا كنت رساماً هاوياً، قم بتجهيز الوانك وأقلامك وأدوات الرسم خاصتك فوق مكتبتك، أي في متناول يدك.
- إذا كنت ممن يمارسون الرياضة، قم بتجهيز أحذيتك، حقيبتك، ملابسك الرياضية من أجل أن تستعملها فور حاجتك إليها.
- في حال أردت ان تقوم بتحسين نظامك الغذائي، فم بتجهيز الفواكه أي تقطيعها ووضعها في علب صغيرة لتكون جاهزة للأكل فوراً.
طريق مقاومة العادات السيئة
بإمكانك أيضًا استخدام هذا المبدأ بشكل مختلف وتهيئة البيئة لجعل السلوكيات السيئة صعبة.
فإن كنت ممن يشاهدون التلفاز بكثرة وتريد ان تغير هذه العادة، لا عليك سوى أن تقو بفصل قابس التلفاز بعد الإنتهاء من المشاهدة، وألا تقم بوصله الى في حال امتلاكك الرغبة القوية في مشاهد’ شيئاً معيناً، (مما يمنعك من القيام بتشغيل “نتفلكس” من أجل البحث عن شيء لتشاهده) يخلق هذا النوع من الاعداد بيئة مناسب من أجل منع الاحتكاك ببيئة العادات السيئة، إن لم يؤتي هذا الأسلوب بنتيجة فيمكنك تهيئة البيئة لتجنب تلك السلوكيات، فمثلا بإمكانك إفراغ البطاريات من جهاز الريموت بعد الانتهاء من عملية المشاهدة، ان لم يؤتي نتيجة، قم بحمل التلفاز ووضعه بالخزانة بعد الانتهاء من المشاهدة، تضمن بهذه الطريقة أنك لن تخرج التلفاز الا إذا كنت بالفعل تحتاج ان تشاهد شيئا ما.
سواء كنا نقترب من تغيير السلوك كفرد، كوالد، كمدرب، كقائد، يجب أن نسأل أنفسنا السؤال ذاته: “كيف يمكننا تهيئة العالم كي يكون من السهل فيه فعل الصواب؟” ببساطة، أعد ضبط غرفتك بحيث تكون الإجراءات الأكثر أهمية هي أيضًا الإجراءات التي يسهل القيام بها.