تطبيق التيك توك TikTok وقصة نجاحه، لا يمكن للشخص المتسرع أن ينجح نجاحاً ساحقاً بفترة قصيرة، فالنجاح يستغرق وقتاً، وغالباً ما نرى هذه الحالة في الأجيال الجديدة، فليس لديهم بال طويل ليستمروا في طريق حتى النهاية ولو كان هذا الطريق يجني في آخره النجاح أو الخير، لكننا الان في عصر السرعة الذي تحول فيه كل شيء الى وجبة سريعة يريد الشخص الانتهاء منها للانتقال لما بعدها من مهام، فليس لديهم طاقة للجلوس ومعاينة الشيء الطويل. لذلك حينما نضع بين أيدي هؤلاء الشباب منصة مثل منصة تطبيق التيك توك TikTok ليعطي لهم المتعة والمرح الطويل والمستمر الذي يكون مدته 15 ثانية على أقصى تقدير للفيديو، فأنت قد تكون تأكدت من الانتشار والنجاح بينهم كجيل ضعيف الإرادة.
خدعة تطبيق تيك توك TikTok الاجتماعي
يقول أليكس زو الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لتطبيق ميوزكلي، تيك توك TikTok على اعتبار أن تطبيقه تطبيق اجتماعي، حيث قال أن فكرة التطبيق جاءته حينما كان في القطار في ماونتن فيو، حيث أنه قد رأى مجموعة من الشباب الصغار حيث أن أغلبهم كان يستمع للموسيقى وأغلبهم كان يلتقط صور السيلفي والفيديوهات ويقومون بتغطيتها بالملصقات ويقومون بمشاركة النتيجة مع الأصدقاء، فجاءته في حينها فكرة الدمج ما بين الموسيقى والفيديو والتواصل الاجتماعي في منصة واحدة.
لكن استخدم أليكس في تطبيق التيك توك TikTok منصته User له اسم آخر وهو Muser، وهو يعني «المُلهم»، ولم تكن منصته كأي منصة فقد سمى الأشخاص الذين يضيفونك معجبين Fans، ولم يقتصر الامر على ذلك فقط فقد وصل الى أن جعل الحسابات الموثقة Verified Accounts ليس بعلامة «صح» كما في أغلب المنصات الاجتماعية الأخرى، بل هي علامة تاج Crown، وهي خاصة فقط بالمشاهير والمؤثرين الذين يسعى الشباب جاهدين ليكونوا منهم ومثلهم في كل مكان.
فكل هذه الكلمات والمسميات لا يمكنها أن تدل على شبكة اجتماعية أو منصة تواصل اجتماعي بل ان دلت فهي تدل على سباق محموم يدفعك دفعًا إلى محاولة التميز على أصدقائك مستخدمي الشبكة الاجتماعية في تطبيق التيك توك، فيدفعك ذلك للوصول للشهرة وامتلاك قاعدة معجبين ومتأثرين كبيرة، وأن تكون ملهمهم، وقائدهم، وستبذل في سبيل ذلك الكثير، وإلا فستصاب بالإحباط وستشعر بأنك غير مقبول وسط هذا المجتمع الكبير الذي تجاوز عدد المستخدمين النشطين عليه الـ 500 مليون مستخدم شهريًا!
فأليكس لم يكن يقصد أن يصمم شبكة اجتماعية عندما قرر إطلاق تطبيق التيك توك، قدر ما كانت منصة لابراز الابداع من المستخدمين الشباب، على الرغم من تفاهة هذا الابداع ، ولكنه سيبقى في الوجهة الأولى تطبيقًا للباحثين عن الشهرة والغنى واثبات الذات الالكتروني، فهم لا يستطيعون اثبات ذواتهم على أرض الواقع فيعوضون ذلك على هذه المنصة الاجتماعية، فيستخدمه الشباب مع أصدقائهم لقضاء وقت ممتع في صنع وتبادل الفيديوهات المضحكة التي لا تضمن أي معنى، ولكن هذا ليس بالتأكيد ما يبدو عليه هدف المنصة الأول بأي حال.
التعليم لن يطعمك، لكن الرقص سيفعل ذلك حتماً!
عندما نتطلع على ظروف إنشاء منصة ميوزكلي Musical.ly نضحك كثيرًا ولربما نتذكر بعض القصص التي تحكي عمن يترك عمله ليضمن مهنة الرقص في بغرض الثراء في وقت قصير وبسيط.
فبداية التطبيق لم تكون الفكرة بسبب القطار كما قلنا سابقاً، ولكن قبل ذلك بفترة ليست بالبسيطة في عام 2014، حين كان يعمل أليكس مع الشريك لويس على تصميم منصة خاصة بالفيديوهات التعليمية القصيرة، وأنه كان قد اتفق مع المعلمين والمعلمات لأن يكون أقصى مدة للفيديو الذي يتناول موضوعًا تعليميًا ذو معنى هو 5 دقائق، وذلك بسبب الذين يقبلون على الدورات التدريبية ولزيادة عددهم، ولكن قليل ما تجد من يواصل دراسة هذه الدورات للنهاية لطول الفيديوهات وسيطرة عنصر الملل عليها، فكانت فكرته هادفة وتبدو مبشرة بالأرباح الجميلة.
اقرأ أيضاً: التجارة والمهن وكيفية اختيار مشروعك التجاري لما بعد 2020؟!!
وقام بعرض الفكرة على بعض المستثمرين الذين أبدوا كل التشجيع والنقد البناء لها، فكان قادراً بأن يجمع منهم مبلغ قدره 250 ألف دولار، وبدأ في بناء التطبيق حتى تم الانتهاء منه وقام بنشره للمعلمين والمعلمات الذين يقومون ببث الدورات التدريبية أونلاين، ويقول أليكس: «في اليوم الذي أصدرنا فيه هذا التطبيق إلى السوق، أدركنا أنه لن ينجح أبدًا. لقد كان مصيره الفشل»، قد نسوا أن الشيء لم يكن بهذه البساطة والسهولة، فحينما نقوم بصناعة فيديو لموضوع تعليمي هادف يحتوي على المعلومات الهادفة فذلك يستغرق عادة ساعات من الشرح والتحضير لنقوم بالنهاية باختزال الشرح والمعلومات في 5 دقائق، فلا شك بأنها كانت عملية مرهقة للغاية وتحتاج للكثير من العمل والجهد، وليست كل الموضوعات للاتي يتم تناولها في الدورات قابلة لذلك التلخيص، مع شرط تنفيذها بطريقة جذابة بالطبع.