القدس- دنيا الشعب
تعالت أصوات فلسطينية مطالبة بإعادة فتح أبواب المسجد الأقصى المبارك، وإدخال المصلين إليه خلال شهر رمضان، فيما أكد مجلس الأوقاف والشؤون المقدسات الإسلامية خلال جلسة طارئة عقدت اليوم على استمرار تعليق دخول المصلين الى الأقصى بناء على توجيهات وتوصيات المرجعيات الطبية حرصا على حياة المصلين وعدم إلحاق الضرر جراء الاختلاط الواسع.
وأطلقت خلال الأيام الماضية دعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للصلاة على أبواب الأقصى، عبر هاشتاغ “افتحوا _ الأقصى”، خاصة بعد العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية ورفع القيود الوقائية من فيروس كورونا، وفتح الأسواق والمجمعات التجارية والمدارس، وقالت الدعوات :”أنه بالإمكان الدخول والصلاة في الاقصى والذي يتسع لآلاف المصلين بمصلياته وساحاته البالغة 144 دونما”، معربين عن تخوفهم وقلقهم من استغلال الاحتلال تعليق دخول المصلين.
جلسة مجلس الأوقاف الطارئة قرارات وتوضيحات
مجلس الأوقاف عقد اليوم جلسة طارئة في إطار انعقاده الدائم، واجتماعاته المتواصلة لمتابعة التطورات المتعلقة بشأن استمرار تعليق وصول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك بسبب استمرار تفشي جائحة كورونا، وجاء في بيانه:” لقد تابع المجلس الدعوات التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تدعو إدارة الأوقاف إلى اعادة فتح المسجد أمام المصلين وتحميلها مسؤولية استمرار الوضع الراهن، إن مجلس الأوقاف يؤكد مجدداً بأن الأسباب الاحترازية التي أوجبت قرار تعليق دخول المصلين إلى المسجد الأقصى المبارك ما زالت قائمة، وما زالت المرجعيات الطبية تحذر من رفع التعليق حرصا على حياة المصلين وعدم إلحاق الضرر جراء الاختلاط واسع النطاق”
وأكد مجلس الأوقاف بأن المسجد الأقصى المبارك غير مغلق على الإطلاق كما يدعي البعض، حيث يتم رفع الأذان وإقامة الصلوات الخمس في جميع الأوقات بما فيها صلاة الجمعة والتراويح للمتواجدين من أئمة وموظفي دائرة الأوقاف وضمن شروط السلامة.
وأَضاف المجلس :”إن موضوع رفع تعليق دخول المصلين إلى المسجد الأقصى غير خاضع للعواطف الدينية أو الضغط على إدارة الأوقاف، وإنما هو مسؤولية شرعية ووطنية وأخلاقية يتحملها مجلس الأوقاف بالتشاور مع المرجعيات الصحية ذات الاختصاص والكفاءة والتي مازالت تشدد على استمرار التعليق.
وأوضح ان تخفيف قيود الدخول إلى بعض الاماكن والمرافق من خلال التحكم بالعدد وشروط السلامة، لا ينسحب على المسجد الأقصى، لأن أي قرار يرفع تعليق دخول المصلين يعني السماح لعشرات الآلاف من المواطنين بالدخول والصلاة من كافة المناطق الفلسطينية، ولن تستطيع إدارة الأوقاف التحكم في هذه الأعداد الكبيرة التي لن تخلوا من أشخاص يحملون الوباء وقد ينقلونه الى آلاف المصلين.
وخاطب مجلس الأوقاف المسلمين:” ندرك المشاعر الدينية المتأججة لدى المواطنين وتوقهم للصلاة في المسجد الأقصى المبارك خلال هذا الشهر الفضيل، فأنه في الوقت نفسه يتمنى على المواطنين التصرف بمسؤولية وتفهم خطورة الوضع خشية أن يتحول أولى القبلتين لا سمح الله الى بؤرة لتفشي الوباء وينتقل إلى آلاف المواطنين”.
وأضاف إن مجلس الأوقاف والمرجعيات الطبية يعملون باستمرار على تقييم الوضع أسوة بباقي الأماكن المقدسة الإسلامية وفي الحرمين الشريفين، وسوف يتم اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب لرفع تعليق دخول المصلين إلى المسجد الأقصى بعد التأكد من توفر الظروف الكفيلة في الحفاظ على حياة المواطنين وسلامتهم ونرجو أن يكون ذلك قريباً.
مفتي القدس والديار الفلسطينية
وقال الشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية في لقاء معه لوكالة معا :” صحيح أن البقالات وأماكن التسوق فتحت، لكن يوجد قيود على اعادة فتحها، لكن بالنسبة للمساجد فالأمر يختلف، فلن نستطيع فتح باب المسجد لندخل هذا من الناس ونمنع ذاك، فإذا ما فتحت أبواب المساجد، يجب أن يسمح للكل بالدخول اليها، ومن هنا نقطة الخوف بوجود الأعداد الكبيرة والازدحام في المسجد، و-لا سمح الله- شخص واحد يحمل العدوى يمكن نقلها الى مئات المواطنين، ونقع بكارثة لا يمكن السيطرة عليها.”