منبوذون ووحيدون، يخاف الجميع الاقتراب منهم أو ملامستهم أو حتى الحديث معهم عن بُعد، وتجبرهم السلطات الحاكمة في البلدان على العزل الإجباري في المستشفيات، لحين الشفاء والنقاهة، هذا هو حال مرضى فيروس (كوفيد 19) والمعروف بـ (كورونا)، فهل تتخيلون أن تلك الوحدة سترافقهم بالموت أيضاً.
تجاوز عدد الوفيات بفيروس (كورونا) الجديد، 6 آلاف حالة وفاة عالميًا، ورصدت عدسات الكاميرات في عدد من الدول الأجنبية والعربية، عملية تكفينهم ودفنهم بطريقة خاصة، حيث لا يتم غسلهم وتكفينهم، ويُمنع أقاربهم من احتضانهم ووداعهم، وفي كثير من الدول، ووصل الأمر لعدم الصلاة عليهم في الجوامع ورش قبورهم بمبيدات ومطهرات قبل الدفن، فما رأي الطب والدين بهذا الأمر؟
هل الميت مُعدٍٍ؟
قال الدكتور رامي العبادلة، مدير دائرة مكافحة العدوى في وزارة الصحة: فيروس (كورونا) ينتقل بطريقتين، إما عن طريق الرذاذ أو عن طريق التلامس، بالنسبة للرذاذ فالشخص المتوفيى لن (يسعل أو يعطس) أو حتى يتحدث، يبقى موضوع التلامس فمن الممكن أن يكون هناك بعض الرذاذ المتبقي على جسم المتوفى وبالتالي لمسه من أقاربه أو تكفينه بطريقة خاطئة قد يؤدي إلى نقل العدوى.
نحن في قطاع غزة وضعنا آلية للتعامل مع الميت المُصاب بكورونا، عبر تغسيله بعد الموت في المستشفى، وفق آلية تم تحديدها، وإعداد دليل خاص لها، تساعد المتطوعين بتغسيل الموتى بالمستشفى بطريقة لا تمنع نقل المرض والعدوى”.
واستطرد: لقد وفرنا مادة خاصة لمن يقومون بغسل الموتى بالمستشفيات، يقومون باستخدامها في البداية، ثم يُغسل كأي ميت عادي، ويمكن بعد ذلك تكفينه، والصلاة عليه، ودفنه بشكل طبيعي.
وأوضح أنه وبعد تغسيل الميت في المستشفى بطريقة خاصة، يمكن لعائلة الميت الصلاة عليه بشرط عدم فتح الكفن ولمس أو حضن الجثة من باب الاحتراز الإضافي، ويمكنهم دفنه بعد ذلك بطريقة طبيعية.
وأكد مدير دائرة مكافحة العدوى في وزارة الصحة، أن رش القبور بمواد التعقيم والمبيدات قبل الدفن إجراء خاطئ، متمماً: ” القبر من الرمل ونظيف، لماذا يتم رشه، والفيروس لن يخرج خارج الرمل، فكورونا لا يعيش في الأسطح العادية أكثر من 12 ساعة”.