يطل فيروس كورونا المستجد برأسه على العديد من الدول، يسرح ويمرح فيها كما يحلو له، في مشهد دراماتيكي مرعب، وكأن الفيروس يُخرج لسانه للعالم، ويؤكد في تحدٍّ، أنه استوطن تلك الدول ولن يبرحها حتى إشعار آخر.
وبدا الفيروس الجديد، وكأنه يتمتع بقسط من العدالة والإنصاف، فلم يفرق بين الدول الغنية والفقيرة، أو بين الدول المتقدمة وتلك المتخلفة، إذ هاجم الجميع بضراوة وشراسة، وحصد أرواح المئات، وما زال يحصد كل يوم أنفسًا بريئة، لذلك لا غرابة أن نرى جميع سكان المعمورة خائفين، وحكومات الدول التي ظهر فيها الفيروس أو التي لم يظهر بعدُ، تترقب المشهد عن كثب، وترفع درجات التأهب القصوى، ومنظمة الصحة العالمية تستنفر قواها، ولكن ما لفت نظري حقًّا، ذلك المشهد الإيراني الذي لا يبالي بالأزمة الصحية العالمية، ويتعامل مع الفيروس القاتل وكأنه “نزلة برد” لا تحتاج إلا لحبتين من الأسبرين، وعصير الليمون الدافئ، ويذهب إلى حال سبيله.