تقترب حركة (حماس) من الانتخابات الداخلية الخاصة باختيار أعضاء المكتب السياسي للحركة، ورئيسها داخل قطاع غزة، ورئيس المكتب السياسي لها، وسط توقعات بعودة رئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل، للمنافسة على منصبه السابق أمام الرئيس الحالي، إسماعيل هنية.
ويرى مراقبون، أن عودة مشعل للساحة السياسية والداخلية في حركة (حماس) بات قريباً، وأنه يؤهل نفسه للعودة إلى قيادة الحركة، خاصة في ظل ما يتمتع به من كاريزما، وشخصية قوية أمام منافسيه جميعاً، وتحديداً إسماعيل هنية، وموسى أبو مرزوق.
وفي السياق، قال المحلل السياسي، حسام الدجني، إنه من حق رئيس المكتب السياسي لحماس السابق، خالد مشعل، أن يترشح مجدداً للمنصب، خاصة وأن النظام الداخلي للحركة يسمح بذلك، متابعاً: “لا يوجد ما يمنع خالد مشعل من الترشح وأن يقدم نفسه، ومسألة أنه ينوي ذلك، يعود لشخصه، وفي حال تم اختياره، فإنه لن يرفض”.
وأضاف الدجني “مشعل يمتلك من الخبرة والكاريزما، وقاد حماس والمكتب السياسي لمرتين متتاليتين، ولكن حتى اللحظة لا يوجد أي مؤشر سوى تحركات للسد خالد مشعل، والتي تمثل تحركاً لأي قائد فلسطيني، يحاول إنقاذ القضية الفلسطينية في ظل حالة التردي التي تعيشها”.
وتابع الدجني: “تحركاته تؤكد أن هناك ما يجعله منافساً، ويكون من ضمن توجهات الحركة بالمرحلة المقبلة، ولديه قبول داخل حماس، وداخل أوساط إقليمية كثيرة، كما أن القانون لا يزال يسمح لهنية بقيادة الحركة مرة ثانية”.
وأكمل الدجني: “الأمر ليس مقتصراً على مشعل وهنية، والنظام الانتخابي تحده أطر الحركة، والأمر تكليف وشبه ملزم لهذا القائد أو ذاك بأن يقود هذه الدفة”.
وفي السياق، قال الخبير في شؤون الحركات الإسلامية، خالد صافي: “لا أعتقد أنه يوجد ما يمنع خالد مشعل، بالكاريمزما التي يمتكلها أن يكون مرشحاً أكثر من هنية لرئاسة المكتب السياسي لحماس”.
وأضاف صافي، لـ “دنيا الشعب”: “هنية وجوده بالداخل أعاق اتصالات الحركة في الخارج، وكان من الواضح أن الجناح الخاص بحماس في الخارج، طغى على جناح الداخل في بعض القضايا الخلافية بينهم، لاسيما العلاقة مع إيران، ويمكن عودة خالد مشعل للساحة مجدداً”.
وأشار صافي، إلى أن عودة خالد مشعل قد تعيد الانسجام أكثر مع الحركة، بمعنى يعيد ترتيب العلاقات داخل حماس بشكل أكبر وأفضل من فترة إسماعيل هنية، قائلاً: “وجود هنية بالداخل، جعلت نائبه صالح العاروري، وشخصيات أخرى تأخذ زمام الأمور بحركة حماس لا سيما في التوسع مع العلاقة مع إيران”.
وأكمل صافي: “خالد مشعل، حاول كثيراً أن يكون باتجاه أكثر اعتدالاً في العلاقات مع السعودية والأردن، وخالد مشعل هو أكثر انفتاحاً من إسماعيل هنية، ويمكن أن تكون عودة خالد مشعل واردة بهذا الخصوص”.
واستطرد صافي: “أما أيهما الأقرب للمنصب، فإن ذلك تحدده الحركة ولا سيما الجناح العسكري لحماس، وهو الذي يؤثر من خلال الدعم الخارجي، الذي يقدم من خالد مشعل أكبر من إسماعيل هنية، ويمكن للجناح العسكري، أن يكون له دور في هذا الشأن”.
بدوره، قال المحلل السياسي، مصطفى الصواف: إن رئيس المكتب السياسي لحماس، أمر يحدده أعضاء الحركة، قائلاً: “المسألة ليس فيها تنافس أو ترشح، المسألة فيها اختيار بين القيادات”.
“لا أعتقد أن خالد مشعل يهيئ نفسه للعودة إلى قيادة الحركة، أو يطمح لذلك، فالمسألة تكليف وليس تشريف، والمسألة تتعلق بمهام يتولها الذي يتم اختياره بمساعدة الكل”.
وأضاف الصواف: “الكاريزما الخاصة بخالد مشعل لا تختلف عن اسماعيل هنية، والجمهور له ما يمكن أن يقال في الموضوع، والقضية ليس وفق رغبة أو إعداد من قبل أي طرف من الأطراف”.