قطعت منظمة الصحة العالمية منذ ساعات، الشك باليقين، عندما أعلنت عن وجود حالتين مصابتين بفيروس (كورونا) في مصر، ولشخصين غير مصريين، فيما تم التعامل معهما، ومع من خالطهما بمهنية، رغم نفي السلطات المصرية مراراً وتكراراً خلال الفترة الماضية، وجود حالات مصابة بفيروس (كورونا) في بلادها.
وبرغم عدم إعلان مصر، فقد كشفت ثلاث دول أجنبية، عن أن وافدين من مصر، تم فحصهم بالمطارات، فتبين أنهم مصابون بـ (كورونا)، حيث حظرت كل من: قطر والكويت، دخول جميع المسافرين القادمين من مصر، وذلك ضمن التدابير، التي تتخذها الدولتان للحد من انتشار وباء فيروس (كورونا).
ويعتبر (معبر رفح البري) الذي يصل بين قطاع غزة ومصر، هو العنوان أمام المواطنين للخروج والدخول إلى القطاع، والسفر إلى أي دولة حول العالم، إلا أنه يشكل خطراً، فعندما نكون مجاورين لدولة “غير معترفة بوجود وباء (كورونا) في أرضيها، ولم تُعلن رسمياً وبشكل واضح الحقيقة حول وجود الفيروس، وحجم انتشار.
إغلاق معبر رفح بشكل تام
قال الأستاذ الدكتور عبد الرؤوف المناعمة، أستاذ علم الميكروبات بكلية العلوم الصحية، ونائب رئيس الجامعة الإسلامية: بالتأكيد هذا أمر خطير للغاية، وخاصة أن فلسطين لا تقوم بحجر صحي على القادمين من هذه الدولة، التي لم تعلن عن إصابات فيها، وبالتالي فقد يؤدي ذلك إلى انتشار سريع وغير مسيطر عليه، ويصعب تتبع المصاحبين للحالات المصابة؛ لاختلاطهم الواسع، خاصة إذا مارس المصابون أعمالهم الاعتيادية من ارتياد الأسواق والمساجد والأصدقاء إلى غير ذلك.
وأضاف الدكتور المناعمة ، عدم الإعلان عن وجود حالات، رغم ما تم إعلانه من جهات رسمية من إصابة مواطنين فرنسين وكنديين وامريكان وغيرهم بفيروس (كورونا) بعد زيارتهم جمهورية مصر العربية، يربك كل الإجراءات الوقائية، التي تم اتخاذها من قبل السلطات الصحية الفلسطينية، التي لم تضع في الحسبان مصر كمصدر محتمل لوباء كورونا”.
وأشار إلى أن العائدين من مصر إلى قطاع غزة، يشكلون نسبة كبيرة من مجمل العائدين عبر (معبر رفح) الحدودي الذي اتخذ تدابير الحجر الصحي للعائدين من دول مثل: الصين وكوريا الجنوبية وإيطاليا.
وطالب الحكومة في قطاع غزة، بإغلاق (معبر رفح) بشكل تام لفترة، حتى يمكن التأكد من الأخبار الواردة بشأن وجود فيروس (كورونا) في مصر، ومراجعة جميع الحالات العائدة من مصر في الفترة السابقة (من شهر من هذا التاريخ) ومراقبة ظهور أية أعراض، بالإضافة إلى إجراء فحوص مخبرية وسريرية للمشتبه بهم، ويتبع ذلك الإجراءات القياسية في تتبع المصاحبين للحالات الموجبة.
لسنا بمنأى عن وصول كورونا
وقال الدكتور ناهض اللحام، المختص في الكائنات الدقيقة والمحاضر بكلية طب جامعة الأزهر: مجاورة دول مقدرة لوجود (كورونا) وحجمه أفضل، فهذا يُعطي مساحة للدول المجاورة لها أن تتخذ تدابير الوقاية عبر منع التنقل ذهاباً أو إياباً إلى تلك الدول وعزل المواطنين العائدين من تلك الدول وفحصهم، معرفتنا بوجود (كورونا) في الصين، دفعنا لعزل كل التجار العائدين من هناك وعزلهم لـ 14 يوماً في مكان خاص بجوار المعبر، أما عدم إعلان مصر، فيدفعنا للتعامل مع العائدين منها بشكل طبيعي.
وأكمل: إن كان هناك حالات موجودة وغير مشخصة أو متكتم عليها بمصر، وانتقلت عبر المعبر، وتم التواصل مع هذه الحالات بطرق المرض المعروفة للنقل، وهي عبر استنشاق الفيروس عن قرب بمسافة متر أو متر ونصف، أو أثناء العطاس والسعال أو بلمس الأسطح بعد وقوع رذاذ أو مخاط شخص مصاب عليها تم لمس العين أو الأنف أو الفم، فبالتأكيد سينتشر بقطاع غزة.
وشدد على أن قطاع غزة ليس بمنأى عن وصول (كورونا) له، ومعرض لذلك من أول يوم خرج به الفيروس من الصين، متمماً: “قد يكون تأخر وصول الفيروس لنا، ليست قوة فينا فنحن لسنا بقوة الولايات المتحدة أو إيطاليا أو حتى إيران، ولكن يكون السبب قلة المداخل والمخارج للقطاع، فليس لدينا مطارات أو حدود بحرية، هو فقط معبر إيرز ومعبر ورفح، ومن يعبر من خلالهم شرائح محددة طلاب أو مرضى، ولكن وصول (كورونا) أمر حتمي وفي أي وقت ممكن أن يحدث”.
واستطرد: الأشخاص العائدون من مصر، وظهرت عليهم علامات الإصابة بـ (كورونا) كارتفاع الحرار، يتم تشخصيهم بطرق مخبرية وعلمية، قبل الدخول لقطاع غزة، ففلسطين أخذت 173 عينة من المواطنين المشتبه بإصابتهم، وتم فحصها بمختبرات الصحة العامة المركزية، وكانت نتائج كافة العينات سلبية، ولم يتم تشخيص أي حالة كمصابة بـ (كورونا).