قالت شبكة (NBC) الأميركية: إن إسرائيل ساعدت الولايات المتحدة في العملية العسكرية، التي أدت لمقتل قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، في الثالث من كانون الثاني/ يناير الجاري.
وأفادت الشبكة الأميركية الشهيرة، بناءً على معلومات من مصدرين مطلعين على تفاصيل العملية، ومسؤولين أميركيين أحيطوا علماً بشأنها، بأن الاستخبارات الإسرائيلية، شاركت في العملية، حيث زودت الأميركيين بمعلومات استخبارية مهمة.
وأشارت الشبكة إلى تلقي وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA)، معلومات من مخبرين في مطار العاصمة السورية دمشق، بشأن موعد إقلاع طائرة سليماني المتجهة إلى بغداد، والاستخبارات الإسرائيلية، ساعدت في تأكيد التفاصيل.
وعن الطرق التي من الممكن أن تكون إسرائيل قد اتبعتها خلال عملية الاغتيال، وقبله، قال الخبير في الشؤون الأمنية، رامي أبو زبيدة: إنه “لا بد لنا أن نقول إن اهتمام إسرائيل بملف قاسم سليماني، قديم جدًا، وكان (الموساد) يضعه ضمن قائمة أكثر الشخصيات المطلوبين للاغتيال، بسبب تعزيزه لقدرات المقاومة في لبنان وفلسطين، إضافة لتهديده لأمنها القومي، ولدوره الكبير في سوريا، كل ذلك جعل من سليماني هدفًا مُهمًا لإسرائيل”.
وأضاف أبو زبيدة لـ”دنيا الشعب”: إن الاستخبارات الإيرانية كانت قد كشفت في فترة سبقت اغتيال سليماني، أن إسرائيل شاركت في محاولة فاشلة سابقة لاغتياله، عبر تفجير أحد الأماكن الدينية في طهران، مضيفًا: “هذا يُدلل أن (الموساد) كانت يتتبع خطوات سليماني بدقة أينما ارتحل، حتى أتت الفرصة لأن تقوم الولايات المتحدة باغتياله، بمشاركة إسرائيلية استخبارية على الأقل”.
وأوضح أن إسرائيل في الوقت الحالي لن تعترف بمشاركتها في حادثة اغتيال قاسم سليماني، لما في ذلك خطورة على الجبهة الداخلية، وما سيتبع هذا الاعتراف من ردود فعل عسكرية خطيرة، متابعًا: “جرت العادة أن إسرائيل حال كانت هي الراصد أو المُنفذ لاغتيال أي شخصية خطيرة، لا تعترف بشكل مباشر عن مسؤوليتها، ولكن لربما تُلمّح لجمهورها الداخلي من باب الاستعراض”.
أما المُطلع على الشأن الإيراني، اللواء يوسف الشرقاوي، فقال: إن الموساد الإسرائيلي يخترق كافة الدول العربية، وسوريا ليست استثناءً، فلا يمكن نسيان أن أي شاحنة أسلحة تكون قد خرجت من إيران للتو وفي طريقها لسوريا أو العراق، تقوم إسرائيل بضربها، وهذا يعني وجود عملاء على الأرض، والأمر لا يأتي بالصدفة، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن هنالك تعاوناً إسرائيلياً روسياً للخلاص من التواجد الإيراني في سوريا، ولم ينتبه أحد لذلك.
أن الغريب في حادثة اغتيال سليماني، أنها تمت بشكل تقليدي، وعبر طائرة بدون طيار، وكأنه كان في قطاع غزة، والدليل على وجود تواطؤ، هو أن العراق وسوريا يُجريان تحقيقات مُكثفة لمعرفة الذي جرى، وهل يوجد عملاء لأمريكا وإسرائيل، وأعدادهم، ولمن يتبعون.
وأوضح أن العملاء عادة يلتجئون لشخصيات مُتنفذة حتى يصعب الوصول إليهم، وتوفير الحماية لهم عبر تنظيم قوي، لذا ليس مُستبعدًا أن يكون عملاء إسرائيل في سوريا، والذين يُتهمون بأنهم دلوا على طائرة سليماني، تابعين لجهات محلية ولا يخطرون على بال بشر، لافتًا إلى أنه لا بد من الإعلان عن كافة التحقيقات التي تُجرى بهذا الشأن.