أكدت وكالة (إندبندنت) البريطانية في نسختها العربية، أن شخصية سورية رفيعة المستوى، هي التي سلّمت رأس قاسم سليماني للأميركيين.
وأوضحت الصحيفة، وفق ما نقلت عن مصدر استخباراتي غربي، كان على اطّلاع على مجريات الأمور، أن هذه الشخصية سرّبت معلومات دقيقة، ومهمة للجانب الأمريكي، حول تحركات سليماني في سوريا، وأبلغتهم بموعد السفر، وتفاصيل الطائرة المدنية والمرافقين، وبالتالي أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، باغتياله على الفور.
وقال المصدر الاستخباري: إن الشخصية الرفيعة التي كانت على اتصال بالأمريكيين، منذ فترة ليست بالقصيرة، قد اشترطت على الأميركيين أن لا يتم الاستهداف داخل الأراضي السورية، وبعد ذلك تمكن الأمريكيون من تعقب مسار الطائرة التي أقلت سليماني بعد التأكد أنه على متنها.
وكان الأمريكيون، وبحسب المصدر، استطاعوا اختراق هاتف أبو مهدي المهندس، وكانوا يستمعون لما يدور بينه وبين سليماني وآخرين، وأيضاً استمعوا لمحادثات بينهم، ومنها فَهِم الأميركيون أنهم يعدون العدة لعمليات كبيرة في سوريا والعراق ولبنان وأماكن أخرى ضد أهداف أميركية وإسرائيلية وغربية، كما تأكدوا أن المهندس، سيكون بانتظار سليماني في مطار بغداد.
وتعقيبًا على فرضية، أن تكون شخصية سورية، قد سلمت معلومات حساسة عن أماكن تنقل سليماني، أكد الباحث في شؤون الشرق الأوسط، يسرى خيزران، أنه يرجح حدوث هذه الفرضية، على اعتبار أن الرجل كان مُحاطًا بقدرات أمنية كبيرة، وليس بالسهولة الوصول إليه، مضيفًا: “عماد مُغنية قائد حزب الله استهدف في سوريا، وآنذاك هذا الاستهداف آثار تساؤلات عديدة، وكيف تمكنت أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية، من رصد تحركاته، خصوصًا وأنه لا يستخدم الهواتف النقالة، أو البريد الإلكتروني، وغيرها من وسائط الاتصال”.
وأضاف خيزران لـ”دنيا الشعب”، أننا أيضًا لا يمكن أن نتناسى قوة المخابرات الأمريكية، وحضورها العسكري والأمني في العراق، وسليماني مُعروف عنه أنه كان يتجول بكل حرية وأريحية في المدن العراقية، وكأنها مناطق إيرانية، لذا فإن الأمريكان، رصدوا كل ذلك، ولم يفوتوا أي جولة أو مسير له إلا وقاموا بتدوينه، حتى الوصول إلى عملية تنفيذ الاغتيال.
وتساءل خيزران، لماذا تُركز وسائل الإعلام على سوريا، ولماذا لا نطرح فرضية أن تكون عناصر عراقية قد سلمت رأس سليماني، على اعتبار أن امكانية الرصد والاختراق في العراق أسهل من سوريا، مشددًا بالقول: “الأمريكان لهم رجالاتهم في كل دولة عربية، ولا يعتمدون على مصدر واحد، وهذا نظام مُتبع منذ زمن”.
بدوره، اعتبر المُطلع على الشأن الإيراني، يوسف الشرقاوي، أنه ليس من المستبعد، أن تكون شخصية سورية أمنية رفيعة المستوى، قد اشتركت في عملية اغتيال الجنرال سليماني، عبر تسليم معلومات إلى المخابرات الإسرائيلية، وبالتالي قيام الولايات المتحدة باغتياله.