تسعى كتلتا “كاحول لافان” و”العمل – غيشر – ميرتس” والقائمة المشتركة إلى المبادرة لسن قانون، في الفترة القريبة المقبلة، يقضي بمنع بنيامين نتنياهو، كمتهم بمخالفات فساد، من تولي منصب رئيس الحكومة. ونقل موقع “يديعوت أحرونوت” الإلكتروني عن قياديين في “كاحول لافان” قولهم اليوم، الأربعاء، إن رئيس كتلتهم، بيني غانتس، أعطى “ضوءا أخضر” لهذه الخطوة، وأن تقديراتهم تشير إلى أنه في حال كانت النتيجة النهائية لانتخابات الكنيست ستُبقي قوة كتلة اليمين 58 مقعدا في الكنيست، فإن احتمالات سن قانون كهذا ستكون عالية.
وقال عضو الكنيست عوفر شيلح، من “كاحول لافان”، للموقع إنه يعتزم القيام “بأي خطوة، وبضمن ذلك خطوة برلمانية” من أجل منع نتنياهو تولي رئاسة الحكومة. وأضاف أنه باتت تتبلور الأغلبية لتنفيذ ذلك، “وإذا لم نحقق ذلك سنقبل بحسم الناخب طبعا”.
واعتبر عضو الكنيست نيتسان هوروفيتس، من “العمل – غيشر – ميرتس”، عبر “تويتر” أنه “توجد أغلبية في الكنيست الجديدة أغلبية مطلقة، 62، لقانون أن رئيس حكومة لا يمكن أن يتولى المنصب تحت لائحة اتهام. وهذا يعكس رغبة معظم الناخبين وهذا أمر جدير من الناحية الأخلاقية. وبالإمكان تشكيل حكومة على خطوط عريضة أساسية تشمل تشريعا كهذا وبعض التعديلات”.
من جانبه، اعتبر رئيس تحالف أحزاب اليمين “يمينا” ووزير الأمن الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أن قانونا كهذا هو “بصقة في وجه نصف الدولة” وأن “المبادرة لسن ’قانون شطب نتنياهو’ خطوة معادية للديمقراطية. وستقف يمينا برئاستي بشكل مطلق ضد هذه الخطوة وستحاربها”.
الليكود يحاول تثبيت “رواية انتصاره”
من جهة أخرى، ذكر موقع “يديعوت أحرونوت” أن قبل بدء مرحلة المشاورات، التي يجريها الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، لتكليف مرشح بتشكيل حكومة جديدة، يحاول حزب الليكود، الذي يرأسه نتنياهو، “تثبيت رواية انتصاره في الانتخابات. وفي موازاة ذلك، يحاولون في الليكود العمل في قناتين من أجل حصول نتنياهو على تكليف بتشكيل الحكومة مدعومة من 61 عضو كنيست يوصون به”.
ويقول قياديون في الليكود، خلال مقابلات لوسائل الإعلام، إن إمكانية تشكيل الحكومة متنوعة، وأن نتنياهو لن يواجه صعوبة في ذلك حتى لو كان ينقصه عضوي كنيست، أي من دون دعم 61 عضو كنيست لحكومته. وحسب النتائج شبه النهائية، فإنن قوة كتلة اليمين هي 58 عضو كنيست.
وفي هذا السياق، تتحدث تقارير إعلامية عن محاولات الليكود لدفع أعضاء كنيست من المعسكر الآخر إلى الانشقاق عن أحزابهم والانتقال إلى معسكر نتنياهو. وذكرت التقارير أسماء عضو الكنيست أورلي ليفي أبيكاسيس، من “العمل – غيشر – ميرتس”، وأعضاء الكنيست يوعاز هندل وتسفي هاوز وعومير ينكلوفيتش، من “كاحول لافان”، لكنهم جميعا نفوا إمكانية انشقاقهم عن أحزابهم.
وحسب “يديعوت”، فإن أحد تخوفات نتنياهو هو أنه إذا لم يواصل التزامه تجاه كتلة اليمين، فإن “كاحول لافان” ستشكل حكومة مع أحد أحزاب اليمين أو الحريديين.
نتنياهو يريد التخلص من بينيت وشاكيد
ذكر تقرير نشرته صحيفة “هآرتس”، اليوم، أنه توجد أجواء متشككة في “كاحول لافان” حول احتمال انشقاق حزب “حوسين ليسرائيل”، بقيادة غانتس، عن الكتلة والانضمام إلى حكومة برئاسة نتنياهو، كخطوة في مرحلة لاحقة وفي حال تأكد غانتس من عدم قدرته على تشكيل حكومة. ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من تصريح غانتس، أمس، بأنه يعمل من أجل تغيير الحكم، “إلا أنه لم يصرح بشكل واضح بأنه سيمتنع عن الانضمام لائتلاف برئاسة نتنياهو”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر في الليكود قوله، إن الهدف هو وضع تحد أمام “كاحول لافان”. “لنرتهم يصوتون ضد ويسقطون الحكومة الجديدة، وعمليا يجرون الدولة إلى انتخابات رابعة، إذ أن غانتس لا يمكنه تشكيل حكومة”.
وكتب محلل الشؤون الحزبية في “هآرتس”، يوسي فيرتر، اليوم، أن الاعتقاد في محيط بينيت وأييليت شاكيد، من تحالف “يمينا”، هو أنه في حال انضمام غانتس وحزبه “حوسين ليسرائيل”، لائتلاف برئاسة نتنياهو، فإن الأخير “سيستغل الفرصة للتخلص من هذا الثنائي، خصميه اللدودين والمكروهين من زوجته سارة. وسيبقيهما خارج الحكومة أو يقترح عليهما حقائب وزارية صغيرة وبعيدا جدا عن وزارتي الأمن والقضاء”.
بدوره، أشار المحلل العسكري في “هآرتس”، عاموس هرئيل، اليوم، إلى أنه إذا “شكل نتنياهو حكومة يمين ضيقة، قد يكتشف رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، أن الفائدة التي سيجنيها من المصادقة على خطة تنوفا المتعددة السنوات، ستُختزل بتعيين حكومة أمنية مصغرة منفلتة وعدوانية”.