في هذه الحياة نتعرض للأذى بين الفينة والأخرى، وربما يعتبر هذا أهم جزء مسئول عن توحيد انسانيتنا المشتركة، فأحياناً نأخذ هذا الألم الناتج عن الأذى بمستوى عميق جداً، ونقوم بلوم أنفسنا عليه، فبدلاً من النظر اليه كشيء يتشارك فيه كل البشر، نأخذ كل كلمة بشكل شخصي ونجلد ذواتنا وكأن كل العوارض التي تحدث وتتصادم معنا هي خطؤنا وحدنا فقط.
يمكن أن يظهر هذا الشعور في الحياة بعدة طرق:
- شعور بالخجل من الآلام.
- القاء اللوم على أنفسنا لكوننا تصرفنا بحساسية زائدة.
- الحكم على ما نتعرض له من ألم.
- نلوم أنفسنا على حالنا وظروفنا.
- ننصب لأنفسنا المحاكم والمشانق إذا لم نتمكن من القيام بالأعمال الحالية على أفضل وجه.
لمواجهة كل هذا نقوم بشكل تلقائي بتطوير استراتيجيات دفاعية قد لا تكون صائبة كالاستمرار بالمكابرة وكتمان الألم الداخلي، الابتعاد عن الاحتكاك بكل ما قد سبب لنا أي جرح في الماضي، فنطلب المزيد من الكمال والمغالاة في انتقاد تصرفاتنا.
لماذا نلجأ لجلد ذواتنا؟
- رغبتنا بالتخلص من النقص والميل الى الكمال الذي لا يمكن أن يتحقق، فالطبيعة البشرية محكومة بالنقصان.
- لوم الذات بشكل مستمر، والاعتقاد المباشر بأن ما يقع فيه الفرد من مشاكل هي من ذنبه وخطأ لا يمكن أن يغتفر له، فالأمور السيئة التي تحدث له يرى أنها تحدث له وحده في هذا العالم.
اقرأ أيضاً: القيمة الغذائية لـ “المأكولات البحرية”
صور جلد الذات:
- نبدأ بإلقاء اللوم على ذواتنا ونصل لمرحلة في اللاوعي بقناعة أننا سيئون حتى وان لم تكن الأخطاء أخطاؤنا.
- الشراهة أو الإفراط في تناول الطعام، فهو شكل من أشكال جلد الذات.
- الإيذاء النفسي والبدني، أو وصف نفسك بوصوف وأسماء غير محببة.
مواقف لا يجب عليك أن تقوم بجلد ذاتك فيها أو لوم نفسك
- أن تتعرض للرفض من شخص آخر: ليس ذنب نفسك أن شخصاً تحبه لم يحبك أو لم يبادلك نفس الشعور، أو لم يتقبل مواقفك السياسية أو الطريقة التي تعبر بها عن نفسك، أو حتى أنه سخر من المواهب التي تمتلكها وتظن أنتَ أنها إحدى مميزاتك، فهذه مشكلته هو وحده وليست مشكلتك، والأشخاص المناسبين ستجدهم في الوقت المناسب وسيقبلونك بل وسيحبون كل ما فيك.
- الإخفاقات الصغيرة: حتى الفشل في أمر ما لا يستحق أن تلوم نفسك عليه، فنحن بشر نعلم أن الأخطاء مزروعة في طبيعتنا البشرية حتى النخاع، فهل تظن أن العالم سيقف ليشاهد أو يراقب ذلك الخطأ أو الفشل الذي كان حليفك في يوم ما فلا تقلق، فهو من الممكن أن يتكرر أيضاً، فربما عليك أن تتقبله وتشعر بالامتنان له لما سيعلمك إياه.
- حياة الاخرين وظروفهم: لا تقارن قصة حياتك بقصة شخص آخر، ولا تلوم نفسك على قدرٍ هاجمك وحدك وترك الطريق فسيحاً وسيعاً أمام آخرين، فهذه أمور نسبية تماماً، فما سيفجعك اليوم سيبتسم لغيرك وستدور الدائرة على الجميع يجب أن تؤمن بحكمة القدر.
- تقديم نفسك على الاخرين: العلاقة بينك وبين قلبك وعقلك وروحك هي أهم علاقة يمكن أن تملكها في هذه الحياة، فلا حرج في أن تثمن هذه العلاقة وتقدمها على أي شخص، ولا تفكر أنك بهذا قد أصبحتَ أنانيًا، كل ما في الأمر أنها مسألة أولويات لا أكثر.
التعافي من جلد الذات:
- سامح نفسك والآخرين
- توقف عن النقد اللاذع لنفسك والآخرين
- حاول أن تتعلم مهارات جديدة
- حاول أن تلاحق اسمك فوق السماء
- حقق ذاتك وأثبتها في عملك وعلمك وحياتك
- اجعل تفكيرك ايجابياً قدر الامكان