من “المكاسب” القليلة للإغلاق العام الذي فرضته ضرورات مواجهة وباء فيروس كورونا المستجد في العالم، الصمت والهواء النقي، وتوقف قعقعة المرور المتواصلة، وزرقة السماء الصافية من دون شبكة الطائرات المحلقة طوال اليوم.
هذه الوضعية ساعدت العلماء على إطلاق بحوث ميدانية في شتى المجالات لم تكن ممكنة في غمرة الازدحام اليومي.
خلال هذه الفترة، تمكن علماء من الخوض في موضوعات مختلفة مثل علم الصوتيات وعلم الغلاف الجوي والأبحاث المتعلقة بالبيئة عموما.
عالم المناخ نيكولاس بيلوين من جامعة ريدينغ في المملكة المتحدة قال لصحيفة الغارديان “لقد حصلنا على تجربة استثنائية”.
عمل علماء من مختلف المجالات ضمن مخطط حكومي سمي “ذي كوايت بروجكت”، أو المشروع الهادئ، والذي جند شبكة من المهندسين والباحثين الصوتيين لرسم التغييرات في الصوت والمحيط أثناء الإغلاق.
ولقد تم بناء قاعدة بيانات للقياسات الصوتية التي يجب أن تكون بمثابة مورد لا يقدر بثمن لفهم بيئتنا الصوتية.
وتمت دراسة إشكالات من قبيل “كيف يرتبط الصوت مع النشاط الاقتصادي، وكيف يؤثر المحيط على الرفاهية؟”.
وقد قام “المشروع الهادئ” بأرشفة الملاحظات من الجمهور، وقال ليندسي ماكنتاير، مدير الشركة الاستشارية KSG Acoustics في غلاسكو، وهو أحد قادة شركة المشروع “كل شخص أتحدث معه لديه رأي حول التغييرات في الضوضاء”.
ومن المعروف أن ضجيج المناطق الحضرية من حركة المرور، ومترو الأنفاق، وصفارات الإنذار والجيران، يسبب الإجهاد، لكننا لا نعرف الكثير عن تكاليفه الاجتماعية الحقيقية.
لكن الأمر لا يتعلق فقط بالآثار الإيجابية للسكون، فبالنسبة لكثير من الناس همهمة الحياة والترفيه جزء إيجابي من التجربة الحضرية.
يقول ماكنتاير في الصدد “افتقد بعض الأشخاص حقًا أصوات المدينة النابضة بالحياة، والتي ربما تكون مرتبطة بمخاوف بشأن نقص العمل والأرباح”.
وهذه “الفرصة” ليست سابقة في تاريخ الأبحاث العلمية الميدانية، على سبيل المثال، أدى ثوران بركان Eyjafjallajökull في أيسلندا في عام 2010، إلى توقف السفر الجوي لمدة أسبوع.
وخفضت هجمات 11 سبتمبر في نيويورك حركة المرور الدولية عن طريق البحر وكذلك الجو.
مع ذلك، قال باركلي “من الصعب تخيل أي سيناريو طوعي آخر ستتاح لنا فيه الفرصة للدراسة في ظل هذه الظروف”.