بقلم : سري القدوة
لعل خطورة ما تم طرحة وتبنيه من خطوات اقرتها ما يسمى صفقة القرن دفع بأبناء الشعب الفلسطيني بداخل مناطق فلسطين التاريخية الى الشعور بالخطر والتوجه الى تحمل المسؤولية وهذا السبب الرئيسي في التقدم الواضح للقائمة المشتركة وتحقيق موقع مهم ونتيجة هي الاولى على مستوى الانتخابات الاسرائيلية لتتربع على العرش وتشكل قوة مهمة لا يمكن تجاهلها وليصل صوتها هنا باقون وهذا هو تاريخنا ولا يمكن طمس الحقيقة اننا اصحاب الارض الفلسطينية تاريخيا ولا يمكن لاي من كان ان يتمكن من اجتثاث هذا الشعب الصامد والمرابط على ارضه والذي يتطلع الى الحرية والمساواة والعدالة.
إن رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتياره اليميني المتطرف اصبحوا ماهرين في التحايل على القانون واستمروا في التنكيل وممارسة الارهاب الفكري ووصل فيهم الامر الى تبني مواقف اكثر من كونها ارهابية تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقهم التاريخية فهم يريدون ارض بلا شعب ويعملون على الاستمرار في سرقة ما تبقي من الارض الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها في تحد واضح للقانون والشرعية الدولية.
إن المتتبع لسياق مجريات الانتخابات الاسرائيلية يلاحظ ارتفاع مستوى الدعم الذي حصلت عليه القائمة المشتركة التي تمثل الأقلية الفلسطينية الكبيرة في الداخل الفلسطيني ولعل شعور المواطنين الفلسطينيين الذين يشكلون خمس سكان دولة الاحتلال شعروا فيما يبدو وللمرة الأولى أن أصواتهم مهمة ومؤثرة أو أنها ينبغي أن تكون كذلك وخاصة بعد ما تم تبنيه من مشاريع خطيرة من قبل الادارة الامريكية واليمين المتطرف في دولة الاحتلال وإقرارهم خطط لترحيلهم من فلسطين التاريخية حسب ما تم طرحه وتداوله مؤخرا من قبل صفقة القرن الامريكية المشؤومة.
وكان من الملاحظ هنا انه وفي شهر نيسان/ إبريل من العام الماضي وضمن الانتخابات الأولى لم يشارك سوى أقل من نصف الناخبين العرب، ففازت القائمة بعشرة مقاعد فقط أما هذه المرة فتحصل القائمة المشتركة على 15 مقعدا في الانتخابات الإسرائيلية، ونجحت القائمة بزيادة نسبة التصويت في المجتمع العربي الى 65 % وكانت بالانتخابات السابقة 59 % بالرغم من المقاطعة للقائمة الاسلامية للانتخابات.
إن التحرك العربي يأتي نتيجة شعور المجتمع العربي بخطورة ما يجري وما تم طرحه من قبل خطة ترامب، ضمن مشروع تبادل الأراضي وهو الطموح الذي يتطلع إليه اليمين بقيادة نتنياهو وهذا من شأنه تبادل الأراضي الذي يسمح لحكومة الاحتلال بضم المستوطنات وبالمقابل سوف تُنزع حقوق الاقامة عن ربع مليون فلسطيني ليتم ضمهم إلى الدولة الفلسطينية المنتظرة والتي ستقام على رقعة من الأراضي وان هذا الخطر المتربص بالمستقبل الفلسطيني هو الذي دفع الكثير منهم للمشاركة بعد أن كانوا قد قاطعوا الانتخابات من قبل، أو فقدوا الثقة بالعملية السياسية فنأوا بأنفسهم عنها ولكن اثبتت الانتخابات الأخيرة ان المشاركة العربية مهمة على صعيد قطع الطريق على مواصلة اعمال القمع والتطرف وتنامي اليمين الاسرائيلي ومحاصرة سياساته العدوانية بحق الشعب الفلسطيني وانه بإمكان الأقلية العربية قطع الطريق على نتنياهو كي لا يصل إلى السلطة ويستمر في مشاريعه وسرقته للأراضي الفلسطينية وتغير الوضع القائم وبالفعل جاءت المشاركة الاوسع للصوت العربي الفلسطيني لتوجه صفعة جديدة للعنصرية والكراهية بداخل المجتمع الاسرائيلي وتثبت مجددا للجميع ان الشعب الفلسطيني باق وسيتنصر ولا يمكن اجتثاثه من ارضه وأننا على هذه الارض باقون.