منذ نعومة أظفارها، بدأت تتلمس طريقها في مهنة الإعلام، لتتنفس من القدس أصالتها فتنطلق صوتاً حياً ينقل قضية شعبه إلى العالم، كما العديد من أبناء عائلتها الذين شقوا طريقهم بثبات ليصبحوا إعلاميين بارزين.
لين البديري (24 عاماً) ما زالت تحلم، وكل يوم تزداد ثقة وإدراكاً بأن الطموح لا يتوقف عند محطة، ها هي اليوم ورغم صغر سنها تلمع نجمة إعلامية متألقة في قناة “سكاي نيوز” العربية بعد تجربة مهنية رائدة في فضائية القدس التعليمية التي تعتز بأنها المحطة التي نقلتها إلى العالمية.
ابنة العاشرة مقدمة برامج!
بدأت رحلة لين مع الإعلام وهي في العاشرة من عمرها، إذ قادها الشغف للعمل مذيعة في إذاعة صوت فلسطين كمقدمة لبرنامج خاص بالأطفال، تقول لين: “منذ طفولتي أعشق مهنة الإعلام، كانت البداية في عمر العاشرة إذ عملت في إذاعة صوت فلسطين كمقدمة لبرنامج للأطفال”، بعدها أكملت لين تعليمها لتلحق بتخصص الصحافة والإعلام في جامعة بيرزيت.
تشير إلى أن التدريب الإعلامي الذي تعتمده كلية الإعلام لطلبتها كان له أثر كبير لإكسابها التجربة، خاصة أنها تلقت تدريباً في إذاعة “أجيال”، وتلفزيون “روسيا اليوم”، لكنها ترى أن البداية الحقيقية التي نقلتها إلى العالمية كانت في فضائية القدس التعليمية، قائلة: “البداية الفعلية كانت في فضائية القدس التعليمية، ومنها إلى المحطة الأهم في حياتي وهي قناة سكاي نيوز عربية”.
مرحلة “القدس التعليمية”
تؤكد لين أن مرحلة عملها في فضائية القدس التعليمية مهمة جداً، ومثلت البداية الحقيقية، كما وفرت مساحة إبداعية كبيرة، تقول: “هذه الفضائية توفر مساحة الإبداع، فتدلك على معرفتك –إعلامياً- بنفسك، وماذا تحب، وأين تبدع في الإعلام وكيف”.
وتشير إلى أن فضائية القدس التعليمية “وفرت لي فرصة الحصول على عمل في البرامج الاجتماعية والثقافية والفنية والسياسية”، مضيفة: “وجدت من خلال تجربتي أنني أحب المجال السياسي، وهي محطة لن أنساها وفيها ذكريات جميلة، ولا أنكر أن لها الفضل فيما أنا فيه اليوم، هي فعلاً منصة تساعد الإعلاميين”.
عائلة مقدسية إعلامية
تنتمي لين إلى عائلة البديري التي أنجبت العديد من الأسماء اللامعة في المجال الإعلامي، قائلة: “للعائلة تأثير كبير على مسيرتي، فأنا من عائلة مقدسية لها شهرة في الوسط الإعلامي المحلي والعربي”. وتضيف: “كان من أجمل ما جعلني أعجب بالمهنة أن أول صوت امرأة عربية يبث صوتها عبر (إذاعة هنا القدس) عام 1946 هي فاطمة البديري، فهي لم تكن مجرد رقم يعمل في الإعلام، إنما كانت شخصاً مؤثراً”.
تؤكد لين أن عائلتها ساهمت في بناء شخصيتها وصقلها مهنياً، وخاصة جدتها التي اهتمت بإعطائها دورات في الصوت. وتتابع: “كانت تحلم معي بأن أصبح شخصاً مميزاً في المستقبل، كانت أكبر داعم لي، تتابع معي خطوة بخطوة، إلى أن تمكنت من تحقيق النجاح، فوصلت إلى ما أنا عليه اليوم”، مشيرة إلى أن العائلة كان لها تأثير مهم في تحفيزها وتحقيق طموحها.
لا حدود للطموح والعلم
تعتقد لين أنه لا حدود للطموح والعلم، فهي ستسعى دوماً إلى تعلم الجديد، قائلة: “لن أتوقف عن التعلم، فعالم الإعلام متجدد، وعلى الإعلامي أن يضيف إلى تجربته بمواكبة المستجدات”.
وتؤكد أن لديها خططاً كثيرة، من بينها أن تصبح شخصاً مؤثراً وليس مجرد عامل يبحث عن لقمة عيش، مضيفة: “هذا الحلم سأحققه يوماً ما، أريد أن يكون لي برنامج مؤثر على مستوى العالم العربي”، معربة عن أملها بأن يساهم الإعلاميون الفلسطينيون في الساحة العربية على نقل قضيتهم إلى العالم، ويعكسوا الجوانب الإبداعية لشعبهم.
أصغر مذيعة أخبار في “سكاي نيوز”
لا تتوقف لين عن الحلم والتعلم، لتصبح -وهي ابنة (23 عاماً)، أصغر إعلامية مختصة في الشأن السياسي في قناة “سكاي نيوز”، والفلسطينية الوحيدة التي تعمل مذيعة لنشرة الأخبار في القناة.
تقول: “سيرى أحد ما في داخلك، وستبدأ بصعود السلم كما حدث معي، العمر بنظري ليس مقياساً للإبداع، إنما هو فرصة للتعلم والمثابرة والتميز”. وتضيف: “أجل، صغيرة في السن… إذاً، سأبدع أكثر وأكثر”، منبهة إلى أن “من تعلمه عثراته سيصعد السلم حتماً، لكن الأهم أن يضع الأهداف ويسعى مثابراً مجداً للوصول إليها”.
وتختتم حديثها: “لا يوجد نهاية لعالم الإعلام.. رسالة جميلة يجب أن نؤديها بعناية كي نبني مستقبلاً جميلاً، فالتفاؤل والتعلم والطموح عوامل أساسية لتحقيق الأحلام”.